العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: استغفار الرسول الكريم 7/1/2011, 02:18 | |
| نحن نستغفر الله عندما نعصيه.. وحتّى اسغفارنا عند المعصية في كثيرٍ من الحالات لا يكون خارجاً من القلب.. نحرّك ألسنتنا بالاستغفار.. ونحن في دواخل نفوسنا نشعر بالزّهو والعجب والخيلاء..!! فاستغفارنا يكاد يكون ذنباً يحتاج إلى استغفار. .... كما قال بعض الصّالحين ...: ( استغفارنا يحتاج إلى استغفار ) .. لأنّ استغفارنا في كثيرٍ من الحالات حالة من حالات الخداع.. حالة من حالات خداع النّفس.. فعندما نكثر من لاستغفار نقنع أنفسنا بأنّنا صرنا على رتبةٍ عاليةٍ من الإيمان.. ولعلّ بعضنا يشعر بشعورٍ خبيث مفاده أن يقول لنفسه: ( رغم أنّني لا أرتكب المعاصي، ورغم أنّني من الصّالحين.. ورغم أنّني من خيرة النّاس.. فها أنا ذا أستغفر..! فقط تشبّهاً بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام واقتداءً به وتطبيقاً لسنّته.. فهو عليه الصّلاة والسّلام ليست عنده ذنوب ويستغفر... وأنا أيضاً ليست عندي ذنوب.. وها أنا أستغفر..! فكم صار لي من المقام الرّفيع عند ربّي..!!! ) هذا الشّعور الخبيث الّذي لا يشعر به إلا مغرورٌ قتله الغرور.. يدلّ على غباء..لأنّ العاقل هو الّذي يرى عيوب نفسه.. ويكون مطّلعاً على ذنوبه وسيّئاته.. ويعلم أنّ الذّنوب الّتي يعاني منها أكثر ممّا يرى.. فهو يرى بعضها ويعلم أنّه يجهل أكثرها.. فعندما يستغفر الله يستغفر الله استغفاراً صادقاً خارجاً من القلب.. يحرّك لسانه بالاستغفار بعد أن يكون قلبه ممتلئاً بالنّدم والخوف من الله تعالى.. طيّب يقول قائل: ( ماذا عن استغفار النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام؟ هل هو استغفارٌ صادق؟ ) نقول: طبعاً هو استغفارٌ صادق........ يقول: ( فكيف يستغفر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استغفاراً صادقاً وهو ليس عنده ذنوبٌ أصلاً؟) نقول: إنّ طريقة تفكير النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قد جاوزت حدود عقولنا.. الله وحده يعلم كيف كان عليه الصّلاة والسّلام يفكّر عندما كان يقول: استغفر الله.. على ماذا يستغفر الله؟! لقد قال صلّى الله عليه وسلّم يوماً: [ إنّه ليغان على قلبي، وإنّي لأستغفر الله أكثر من سبعين مرّة ] ليغان على قلبي: أي ليغشّى عليه أو يغطّى عليه.. واحد يقول رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يغشّى على قلبه؟!! فماذا نفعل نحن؟! نقول:الله يعلم ماذا يعني النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بهذا الغين وبهذا الغشاء... إنّ ذلك منه عليه الصّلاة والسّلام دليلٌ على دقّة محاسبته لنفسه، ودليلٌ على عظيم خشيته من الله جلّ وعلا.. والنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في الحالة الّتي يشعر فيها بأنّه يحتاج إلى الاستغفار خيرٌ من خيرنا في خير أحواله..! عندما يشعر بأنّه أهل لدخول الفردوس الأعلى.. عندما نستوعب هذه الحقيقة نستطيع أن نفهم ما معنى أن يستغفر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ربّه: رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في أدنى أحواله ( وليس في أحواله حالٌ دنيءٌ أبداً لأنّه في كلّ لحظة خيرٌ من الّتي قبلها ) ولكن على أخذنا بحديثه عليه الصّلاة والسّلام ] إنّه ليغان على قلبي ] .. هو في أدنى أحواله خير من أفضل واحد منّا في أفضل أحواله.. فهو في هذا الحال الّذي هو أفضل من أفضل حالٍ لأفضل واحدٍ منّا .. يقول: استغفر الله... لا يعجبه حاله.. ويخشى الله، ويشعر بحالةٍ لا ترضي الله.. عندما نصل إلى هذا الفهم يمكن أن نقول: صارت نفوسنا نفوس عبيدٍ متحقّقين بالعبوديّة لله تعالى. أمّا الواحد منّا فإنّه يفعل الأعمال الصالحة القليلة، فيرى نفسه قد صار في ذروة الصلاح والتّقوى..!! وربّما يعصي الله تعالى ويبقى في حالة الزّهو الخيلاء..!! الصّالحون إذا أطاعوا الله تعالى كانوا في حالة الانكسار.. والكاذبون المنافقون إذا عصوا الله تعالى لم يتخلّوا عن حالة العُجب والخيلاء..! في الحالتين.. في حالة الطاعة وفي حالة المعصية هم معجبون..! فيصدق في هؤلاء وهؤلاء قول ابن عطاء الله السّكندريّ: (ربّ معصيةٍ أورثت ذلاً وانكساراً خيرٌ من طاعةٍ أورثت عزّاً واستكباراً)
من فيض العلم والدّعوة
| |
|