العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: نداءات رب العالمين للنبي خاتم المرسلين 8/14/2011, 20:50 | |
| ونداءات رب العالمين للنبي خاتم المرسلين بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ... ) وردت في الذكر الحكيم في 13 آية ؛ وبقوله جل جلاله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ...) في آيتين 2. وَهَذَا تَفْسيِرُهذه الآيَاتِ الْمُبَارَكَاتِ مِنْ كُتُبِ نُخْبَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ رَحِمَهُمُ الله 1* ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين)(الأنفال : 64 ) { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
ليس هذا تكريرا، فإنه قال فيما سبق:
" (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (الأنفال : 62 ) "
وهذه كفاية خاصة. وفي قوله: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ "
أراد التعميم، أي حسبك الله في كل حال.. وقال ابن عباس: نزلت في إسلام عمر فإن النبي كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، فأسلم عمر وصاروا أربعين. والآية مكية، كتبت بأمر رسول الله رضي الله عنه في سورة مدنية، ذكره القشيري.قلت: ما ذكره من إسلام عمر رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما، فقد وقع في السيرة خلافه. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسـلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صــلى عند الكعبة وصلينا معه"... وكان إســـلام عمر بعه خروج من خرج مــن أصحاب رســول الله إلى الحبشة. قال ابن إسحاق: وكان جميع مـــن لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها مــن المسلمين، ســـــوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا أو وُلدوا بها، ثلاثة وثمانين رجلا، إن كان عماربن ياســر منهم وهـو يشك فيه. وقال الكلبي: نزلت الآية بالبيداء في غــزوة بدر قبل القتال. قوله تعالى: " وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " قيل: المعنى حســبك الله، وحســـــــبك المهاجرون والأنصـار. وقيل: المعنى كافيك الله، وكافي مــن تبعك، قال الشعبي وابن زيد. والأول عـــن الحسن. واختاره النحاس وغيره. فـ "من" على القول الأول في موضع رفع، عطفا على اسم الله تعالى. على معنى: فإن حسبك الله وأتباعك من المؤمنين. وعلى الثاني على إضمار. ومثله قــــوله : (يكفينيه الله وأبناء قيلة). وقيل: يجـــــوز أن يكون المعنى " وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِـــــــنَ الْمُؤْمِنِينَ " حسبهم الله، فيضمر الخبر ويجــــوز أن يكون "من" في مــــوضع نصب، على معنى: يكفيك الله ويكفي من اتبعك. اهـوقال السعدي رحمه الله : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ "اي:كافيك" وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " أي:وكافي أتباعك من المؤمنين ،وهذا وعد من الله ،لعباده المؤمنين المتبعين لرســــــــــوله ، بالكفاية ، والنصرة على الأعداء .فإذا أتوا بالسبب الذي هــــــــو الإيمان والاتباع ، فلا بد أن يكفيهم ما أهمهــم من أمور الدين والدنيا ، وإنما تتخلف الكفاية بتخلف شرطها..وقال الشنقيطي رحمه الله : قوله تعالى: {يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}.
قال بعض العلماء: إن قوله:
{وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ} في محل رفع بالعطف على اســــــم الجلالة، أي حسبك الله،
وحســــبك أيضاً من اتبعك من المؤمنين. وممن قال بهذا الحســـن، واختاره
النحاس وغيره .كما نقله القرطــــــبي، وقال بعض العلماء: هو في محل
خفض بالعطف على الضمير الذي هو الكاف في قولـــــــــــــــــــــــــــــــه:
{حَسْبَكَ} وعليه، فالمعنى حسبك الله أي كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين،
وبهذا قال الشــــــــــــــعبي، وابن زيد وغيرهما، وصدر به صاحب الكشاف،
واقتصر عليه ابن كثير وغيره، والآيات القرآنية تدل على تعيين الوجه الأخير،
وأن المعنى كافيك الله ،وكافي مـــــن اتبعك من المؤمنين لدلالة الاستقراء في
القرآن على أن الحسب والكفاية لله وحده، كقـوله تعـــــــــــــــــــــــــــــــــالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ ءَاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن
فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ} فجعل الإيتاء لله ورسوله، كما قال:
{وَمَآ ءَاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ} ، وجعل الحســــــــــــب له وحده، فلم يقل:
وقالوا حسبنا الله ورســــــــــــوله، بل جعل الحسب مختصاً به... وقال:
{أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ؟
فخص الكفاية التي هي الحســــــــب به وحده، وتمدح تعالى بذلك في قوله:
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ،
وقال تعالى:
{وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِىۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ}
ففرق بين الحسب والتأييد، فجعل الحسب له وحده، وجعـل التأييد له بنصره
وبعباده.وقد أثنى سبحانه وتعالى على أهل التوحيد والتوكل من عباده حيث
أفردوه بالحسب، فقال تعالى: {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ
فَٱخْشَــــــــــــــــوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُــــــواْ حَسْـــــــبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْـوَكِيلُ}
وقال تعـــــــــــــالى: {فَإِن تَوَلَّــــــــــــــــــوْاْ فَقُلْ حَسْـــــــــــــــــــــــبِىَ ٱللَّهُ} .
إلى غير ذلك من الآيات، فإن قيل: هذا الوجه الذي دل عليه القرآن،
فيه أن العطف على الضمير المخفوض مـــــن غير إعادة الخافض،
ضعفه عير واحد من علماء العربية، قال ابن مالك في (الخلاصة )
وعــــــــود خافض لدى عطف على ضمير خفض لازماً قد جعلا
قالجواب من أربعة أوجه) الوجه الأول: أن جماعة من علماء العربية صححوا جواز العطف من غير إعادة الخافض،
قال ابن مالك في (الخلاصة): وليس عندي لازماً إذ قد أتى في النظم والنثر
الصحيح مثبتاالوجه الثاني أنه من العطف على المحل، لأن الكاف مخفوض في محل نصب، إذ معنى
{حَسْبَكَ} يكفيك، قال فى (الخلاصة):وجر ما يتبع ما جر ومــن راعى في
الاتباع المحل فحسنالوجه الثالث: نصبه بكونه مفعولاً معه، على تقدير ضعف وجه العطف، كما قال في
(الخلاصة) الوجه الرابع: أن يكون {وَمِــــــنْ} مبتدأ خبره محذوف، أي {وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}
فحسبهم الله أيضاً، فيكون من عطف الجملة ، والعلم عند الله تعالى قلت :
وهذه الكفاية وردت في قـــــــــــــــوله تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) (الزمر : 36 ) قال الطبري رحمه الله القـــــول فـي تأويـل قــــوله تعالى : (أَلَيْسَ اللّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ). اختلفت
القرّاء في قــراءة: (ألَيْسَ اللّهُ بكافٍ عَبْدَهُ) فقرأ ذلك بعض قراء المدينة
وعامة قرّاء أهل الكــوفة: «ألَيْسَ اللّــــــهُ بكافٍ عِبادَهُ» على الجماع,
بمعنى أليس الله بكاف محمـــدا وأنبياءه من قبله ما خوفتهم أممهم مـــن
أن تنالهم آلهتهم بسوء ؟ وقرأ عامة قرّاء المدينة والبصرة, وبعض قرّاء
الكوفة: (بكافَِ عَبْدَهُ) على التوحيد, بمعنى: أليس الله بكاف عبده محمدا.والصوابمن القــول في ذلك أنهما قـراءتان مشــهورتان في قرَاءةِ الأمصار.
فبأيتهما قــــرأ القاريء فمصيب لصحة مَعْنَيَيْهَما واستفاضة القراءة
بهما في قـرَاءةِ الأمصار.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: - حدثني محمـــد, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا
أســــباط, عن السدّيّ ( ألَيْسَ اللّهُ بكافٍ عِبدَهُ )يقول: محمــد حدثني
يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قا ل و قال ابن زيد, في قولـــــــه
(ألَيْسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ) قال: بلى, والله ليكفينه الله ويعزّه وينصره
كما وعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده..اهـ
| |
|