العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة تبوك 6/13/2011, 07:46 | |
|
شيخ كبير .. ورق عظمه .. ...وكف بصره .. نجلس إلى كعب بن مالك رضي ةالله عنه .. وكانت آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم .. يتأهبوا أهبة غزوهم .. وجمع منهم النفقات لتجهيز الجيش .. في حر شديد .... وسفر بعيد .. ..وعدو قوي عنيد ..وكان عدد المسلمين كثيراً .. قال كعب – كما في الصحيحين -: وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد .. فلم أزل كذلك .. فقلت : أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي .. ثم ألحق بهم .. فقلت : أرجع غدا إن شاء الله فألحق بهم فعسر عليَّ بعض شأني أيضاً .. حتى مضت الأيام .. وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق . أو رجلاً قد عذره الله .. نعم تخلف كعب في المدينة .. فقد مضى بأصحابه الثلاثين ألفاً نظر في وجوه أصحابه ..فيقول صلى الله عليه وسلم:ما فعل كعب بن مالك؟! فقال معاذ بن جبل :فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قال كعب : وأقبل راجعاً إلى المدينة .. جعلت أتذكر .. وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي .. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجاءه المخلفون ..فطفقوا يعتذرون إليه .. ويحلفون له فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وجاءه كعب بن مالك .... ثم تبسَّم تبسُّم المغضب ثم قـــال له : تعال .قال له صلى الله عليه وسلم : قال : بلى .فقال كعب: يا رسول الله لرأيت أني أخــرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ..أني إن حدثتك اليوم حديث كذب ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه ... .يا رسول الله ... والله ما كان لي من عذر .. ولا أيسر مني حين تخلفت عــــنك فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه . أما هذا .فقد صدقكم الحديث فقام كعب يجر خطاه .وخرج من المسجد .مهموماً مكروباً .فلما رأى قومه ذلك تبعه رجال منهم .... وأخذوا يلومونه . والله ما نعلمك أذنبت ذنباً قط .... قبل هذا إنك رجل شاعر ..بما اعتذر إليه المخلفون قال كعب: فقلت: هل لقي هذا معي أحد ؟قلت : من هما ؟ فإذا هما رجلان صالحان قد شهدا بدراً .. لي فيهما أسوة
* * * * * * * * *
حزيناً .. كسير النفس .. وقعد في بيته ..فلم يمضِ وقت ..
الناس عن كلام كعب وصاحبيه ..
فاجتنبنا الناس .. وتغيروا لنا .. فجعلت أخرج إلى السوق ..
وتنكرت لنا الحيطان .. حتى ما هي بالحيطان التي نعرف ..
فأما صاحباي فجلسا في بيوتهما يبكيان ..
ولا يطلعان رؤوسهما .. ويتعبدان كأنهما الرهبان..
فأشهد الصلاة مع المسلمين .. وأطوف في الأسواق ..
وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه ..
ثم أصلي قريباً منه .. فأسارقه النظر ..
.وإذا التفتُّ نحوه .. أعرض عني ..
ومضت على كعب الأيام .. والآلام تلد الآلام ..
بل هو من أبلغ الشعراء .. عرفه الملوك والأمراء ..
ثم هو اليوم .. في المدينة .. بين قومه .. لا أحد يكلمه ..
وضاقت عليه الكربة .. نزل به امتحان آخر :
إذا رجل نصراني جاء من الشام ..
فطفق الناس يشيرون له إلى كعب .. فأتاه ..
إذاً قد وصل خبره إلى بلاد الشام ..
فماذا يريد الملك ؟!!
يا كعب بن مالك ..
ولست بدار مضيعة ولا هوان .. فالحق بنا نواسك ..
قال رضي الله عنه : إنا لله ..
هذا أيضاً من البلاء والشر ..
فأشعله ثم أحرقها فيه ..
نعم فُتح له باب إلى بلاط الملوك ..
يدعونه إلى الكرامة والصحبة ..
والوجوه تعبس في وجهه ..
ويسأل فلا يسمع الجواب ..
ولم يفلح الشيطان في زعزعته ..
ألقى الرسالة في النار .. وأحرقها ..
ومضت الأيام تتلوها الأيام .. وانقضى شهر كامل ..
والحصار يشتد خناقه .. والضيق يزداد ثقله ..
ولا الوحي بالحكم يقضي ..
فلما اكتملت أربعون يوماً ..
يأتي إلى كعب .. فيطرق عليه الباب ..
فإذا الرسول يقول له :
يأمرك أن تعتزل امرأتك ..
قال : لا .. ولكن اعتزلها ولا تقربها ..
فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ..
إلى صاحبي كعب بمثل ذلك..
فقالت :يا رسول الله ..
فهل تأذن لي أن أخدمه ..؟
فقالت المرأة : يا نبي الله ..
ما زال مكتئباً .. يبكي الليل والنهار ..
* * * * * * * * * واشتدت الجفوة عليه ..حتى صار يراجع إيمانه ..
ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرد عليه ..
قال كعب رضي الله عنه :
ذهبت إلى أبي قتادة .. وهو ابن عمي ..
فتسورت الجدار عليه ..ودخلت .. فسلمت عليه ..
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة ..
فسكت ..
أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة ..
فقال : الله ورسوله أعلم ..
من ابن عمه وأحب الناس إليه ..
فلم يستطع أن يتجلد لما سمعه ..
ثم اقتحم الحائط خارجاً ..
يقلب طرفه بين جدرانه ..
وقد مضت عليهم خمسون ليلة ..
الناس عن كلامهم
وفي الليلة الخمسين ..
ثلث الليل ..يا نبي الله .. ألا نبشر كعب بن مالك ..
ويمنعونكم النوم سائر الليلة ..
آذن الناس بتوبة الله علينا ..
قال كعب :
فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى ..
وما من شيء أهم إليّ .. من أن أموت ..
أو يموت .. فأكون من الناس بتلك المنزلة ..
فبينما أنا على ذلك ..
على جبل سلع بأعلى صوته يقول :
فخررت ساجداً ..
وأقبل إليَّ رجل على فرس ..
وكان الصوت أسرع من الفرس ..
نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببشراه ..
واستعرت ثوبين .. فلسبتهما ..
فتلقاني الناس فوجاً .. فوجاً ..يهنئوني بالتوبة..
حتى دخلت المسجد ..
وهو يبرق وجهه من السرور ..
فقال لي : أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك ..
قال : لا .. بل من عند الله .. ثم تلا الآيات ..
قلت : يا رسول الله !
وإلى رسوله ..فقال :
فقلت : يا رسول الله !
وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيت ..
نعم .. تاب الله على كعب وصاحبيه ..
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ
الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَــرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ
رَؤُوفٌرَحِيمٌ *وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ
الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ
لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواِنَّ
اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ..
ومن فرح الله بالتائبين
بل يبدل سيئاتهم حسنات ..قال عز وجل :
**************
| |
|
العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: رد: كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة تبوك 7/3/2011, 06:06 | |
| | |
|