العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: قصة إبراهيم عليه السلام 10/26/2011, 07:13 | |
|
قصة إبراهيم عليه السلام ثم إبراهيم صلى الله عليه وســــــــلم، وما دفع إليه من كسر الأصنام، وما لحقه من قومه، من محاولة إحراقه، فجعل الله تعلى عليه النار برداً وسلاماً، وقال: "ولقد آتينا إبراهيمَ رشدَهُ من قبلُ، وكنّا به عالمين"، ثم اقتص قصه، إلى قوله تعالى: "قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين، قلنا يا نارُ كوني برداً وســــلاماً على إبراهيم، وأرادوا به كيداً، فجعلناهم الأخسرين ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ووهبنا له إســـــحاقَ ويعقوبَ نافلةً، وكلاًّ جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا".ثم ما كلفه الله تعالى إياه، من مفارقة وطنه بالشام، لما غارت عليه سـارة ، من أم ولده هاجر، فهاجر بها وبابنه منها إسماعيل الذبيح عليهما السلام، فأسكنهما بواد غير ذي زرع، نازحين عنه، بعيديـــن مــــنه، حتى أنبع الله تعالى لهما الماء، وتابع عليهما الآلاء، وأحســــن لإبراهيم فيهما الصنع، والفائـــــدة والنفع، وجعل لإسماعيل النسل والعدد، والنبوة والملك، هـــــذا بعد أن كلف سبحانه إبراهيم أن يجعل ابنه إسماعــــــيل بسبيل الذبح، قال الله تعالى فيما اقتصه من ذكره في سورة الصافات: "فبشّرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعي، قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبة افعل ما تؤمرْ، ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين، فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا، إنّا كذلك نجزي المحسنين، إنّ هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم".
فلا بلاء أعظم من بلاء يشهد الله تعالى أنه بلاء مبين، وهو تكليف الإنسان، أن يجعل بسبيل الذبح ابنه، وتكليفه، وتكليف المذبوح، أن يؤمنا ويصبرا، ويسلما ويحتسبا، فلما أديا ما كلفا من ذلك، وعلم الله عز وجل منهما صدق الإيمان، والصبر والتسليم والإذعان، فدى الابن بذبح عظيم وجازى الأب بابن آخر على صبره، ورضاه بذبح ابنه الذي لم يكن له غيره، قال الله عز وجل: "وبشّرناه بإسحاق نبيّاً من الصالحين"، إلى قوله: "لنفسه مبين"، وخلصهما بصبرهما وتسليمهما من تلك الشدائد الهائلة.وقد ذهب قوم إلى أن إبراهيم إنما كلف ذبح ابنه في الحقيقة، لا على ما ذهب إليه من ذلك أن الذي كلفه أن يجعل ابنه بسبيل الذبح، لا أن يذبحه في الحقيقة، واستدل الحسن البصري على أن إسماعيل هو الذبيح، لا إسحاق، وأن المأمور به كان الذبح في الحقيقة، بقوله تعالى: "فبشّرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب"، فحصلت لإبراهيم البشرى، بأنه سيرزق إسحاق، وأن إسحاق سيرزق يعقوب، ولا يجوز للنبي أن يشك في بشارة الله تعالى، فلو كان إسحاق هو الذبيح، ما صح أن يأمره بذبحه قبل خروج يعقوب من ظهره، لأنه كان إذا أمر بذلك، علم أن البشرى الأولة، تمنع من ذبح إسحاق قبل ولادة يعقوب، وكان لا يصح تكليفه ذبح من يعلم أنه لا يموت أو يخرج من ظهره من لم يخرج بعد، ومتى وقع التكليف على هذا، لم يكن فيه ثواب، وفي قوله تعالى: "إنّ هذا لهو البلاء المبين". دليل على عظم ثواب إبراهيم، وصحة الأمر بالذبح، يبين ذلك قوله تعالى: "فلمّا أسلما وتلّه للجبين "، أي استسلما لأمر الله، وهما لا يشكان في وقوع الذبح على الحقيقة حتى فداه الله تبارك وتعالى، فهذا دليل على أن الذبيح غير إسحاق، ولم يكن لإبراهيم ولد غير إسحاق، إلا إسماعيل صلى الله عليهم أجمعين.
| |
|