يقول الشاعر :
ومهما تكن عند امريء من خليقة ,,,,, وان خالها تخفى على الناس تعلم
ويقول شاعر آخر :
وكل امريء والله بالناس عالم ,,,,, له عادة قامت عليها شمائله
تعودها فيما مضى من شبابه ,,,,, كذلك يدعو كل امريء أوائله
كلنا يعرف ان الطبع يغلب التطبع . كما يقال في المثل الشعبي : ابو طبيع مايخلي طبعه . ولا شك انه مهما يكن للأنسان من خلق او خليقة , وأعتقد في قرارة نفسه بأنه يستطيع ان يخفيها على الناس بأساليب ثعلبية ماكرة فانه لابد ان ينكشف على حقيقته ويعود الى طباعه واخلاقه التي نشأ وتربى عليها منذ صغره طال الزمان أو قصر . لأن الاخلاق لا تخفى والتخلق والتصنع والتكلف لايبقى . فالتصنع واخفاء الخلق اوالخليقة والظهور بمظهر مغاير مرض من الامراض النفسية التي تصاحب بعض الناس بل هو أشدها خطرا وأسوأها أثرا وأكثرها ضررا . وذلك لأن الناس قد ينخدعون بالمظاهر البراقة التي يتظاهر بها ذلك الثعلب الماكر مما قد يقعون بسببه في مصائب كبيرة . ومن هنا فان اخفاء الخلق والخليقة واظهار العكس امام الناس آفة اجتماعية مهلكة . ولكن الايام والتجارب أثبتت انه لابد ان يأتي ذلك اليوم الذي ينكشف فيه ذلك الانسان على حقيقته عند مواجهته لظروف معينة فعندها سيتصرف بخلقه الذي تربى عليه وليس بالتصنع , مهما حاول ومهما استخدم من اساليب ملتويةليخفي وضعه الحقيقي لان الطبع يغلب التطبع ولأن حبل الباطل قصير . واعيد واكرر وأقول :
كل امريء صائر يوما لشيمته ,,,,, في كل منزلة يبلى بها الرجل