العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: **افتراضي اين الصداقة والإخلاص والوفاء للصديق * 12/18/2011, 11:12 | |
| افتراضي اين الصداقة والإخلاص والوفاء للصديق ؟؟؟
تنمو الصداقة في تربة المودة والفهم والتعاطف. ففي اللحظة التي تحس بها بنبض المودة النقية المتحررة من شوائب وعيوب الأنانية يحصل تفاهم متبادل بينك وبين صديقك على الفور فيصبح صديقك جزءاً لا يتجزأ من ذاتك وركناً من أركان حياتك. ويحصل تعاطف صادق ما بينكما فتتضاعف أفراحكما في حين تتضاءل الأحزان والمصائب لأنها تتجزأ بفعل تعاطف الأصدقاء، فيخف زخمها وتضعف حدتها.
وكما تستطيع مزج معدنين اثنين مع بعضهما بتعريضهما لتيار كهربائي ومواد كيماوية هكذا يمكنك دمج حياتين في حياة واحدة بالاستعانة بتيار التعاطف وكيمياء المحبة الخالصة فتتلاشى الثنائية بفعل القوة الروحية.
بعض الأصدقاء يظهرون في أفق حياتنا دون أن نفتش عنهم أوندعوهم لمصاحبتنا. وما أن تصافح عيوننا عيونهم حتى نحس بفرح صامت وامتداد في الوعي ورجفة عذبة ومحببة في صميم الوجدان. فالأصدقاء هم أصدقاء قبل أن يلتقوا وما اللقاء إلا بمثابة التتويج للصداقة والاحتفاء بها. المصاحبة هي فن من أروع فنون الحياة لأن الحياة كانت ولم تزل تبحث عن الصداقة منذ أن ظهرت على هذا المسرح الأرضي.
قد تأتي الصداقة من تلقاء ذاتها، ولكن إن لم نوفها حقها ونحتفي بها، أو إن حاولنا استغلالها لمصالحنا الشخصية فقد تفلت من بين أيدينا وتتلاشى كسراب الصحاري. إننا نحنّ للصداقة من المهد إلى اللحد. ولذلك فعندما نمتلكها يجب أن نرعاها ونقدم لها الغذاء الصحيح والنافع. وبعبارة أخرى الصداقة هي ثقافة ولابد التثقف بها..
كل شيء يتغير في الطبيعة باستثناء نفس الإنسان. وما لم يكن التقارب روحياً فلا الذهب ولا الجمال لهما القدرة على إنعاش الصداقة وتفعيل مسيرتها، لأن تلك الأشياء لا ديمومة لها. وينصحنا الحكماء بأن لا نتظاهر بالصداقة ما لم نحس بدفئها ونبضها في أعماقنا. التقليد لا دوام له لأنه يفقد بريقه الرخيص مع الأيام. وهناك مثل هندي يقول أن الإدعاء أسوأ من الجفاء، والصديق المزيف أسوأ من القديس المدعي أو من الوجه الصفيق المغطى بالمساحيق. بل أن الصديق المخادع أخطر من عدو أزرق، لأن العدو يظهر عداوته دائما مما يساعدك على أخذ الحذر منه. ولكن في حال الصديق المخادع تكون غافلا عن المخاطر المحتملة أو المحدقة في الوقت الذي يطعنك فيه من الخلف. ولذلك فإن المطلب الأساسي للصداقة هو ميثاق الإخلاص والنقاء الذي ينبغي المحافظة عليه لأن الصداقة تعتمد اعتمادا كليا على ذلك العهد أو الميثاق. إن كانت الصداقة ثقافة فما هي متطلباتها؟ أولا وقبل كل شيء عهد الإخلاص والنقاء. فالقلبان أو الروحان يجب أن يكونا على توافق تام وعلى مستوى واحد من التفاهم. ولكي تزهر الصداقة وتثمر وتستمر يجب أن تتأسس على دعائم الصدق والإخلاص والنظافة والنقاء. الإخلاص هو تعويذة (افتح يا سمسم) الذي تفتح كنز الصداقة، أما النقاء فهو غذاء الصداقة.
إن توقفت عن سقي حديقتك فستموت أزهارها ونباتاتها. وبالمِثل إن توقفت عن تغذية صداقتك بالمُثل النبيلة السامية فلن تعمّر طويلا. الإمبراطوريات قد تنهض وقد تسقط، لكن الصداقة الخالدة التي قامت بين العظماء وأصحابهم وصحابتهم قد خلدها التاريخ والزمن لأنها كانت مؤسسة على عهود ومواثيق، ولذلك لم تقوَ يد الدهر على المساس بها ولن تقوى.تاغس: نور الايمان | |
|