رب سائل يسأل ... لماذا خلد التاريخ هذا الحدث ـ الهجرة ـ ؟! فأصبح تقويماً تضبط من خلاله أحداث التاريخ قاطبة .
إنه ـ بلا شك ـ نتاج عمل لأناس فهموا شرع ربهم ومبادئ دينهم فقدموا الدين على النفس والمال عند التعارض .. ضحوا بكل شيء إعلاء لشأن عقيدتهم .. تركوا الأهل والديار والأموال طلباً لمرضاة ربهم ـ جل جلاله ـ .... فتحققت فيهم سنة الله في عباده والتي تقضي أن تكون القوى المعنوية التي تتمثل في العقيدة السلمية والدين الحق هي الحصن الواقي للمكاسب والممتلكات المادية .
{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (النحل:41)
فمهما كانت الأمة غنية في خلقها السليم متمسكة بعقيدتها ودينها القويم فإن سلطانها المادي المتمثل في الوطن والمال والأرض ، يغدو أكثر تماسكاً وأرسخ بقاء وأمنع جانباً .
ومهما كانت فقيرة في أخلاقها مضطربة تائهة في عقيدتها فإن سلطانها المادي يغدو أقرب إلى الاضمحلال والزوال .
فهل سيتذكر المسلمون هذا المبدأ ويعملون بمقتضاه ، حتى تعود إليهم عزتهم المفقودة ويسترجعون ما سلب من أرضهم ومقدساتهم ؟!!!
عام جديد نستقرئ في طياته عودة المسلمين إلى دينهم .. وعودة الأمن والأمان إلى ديارهم .
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب ..