العجيبه Admin
عدد المساهمات : 815 نقاط : 2639 تاريخ التسجيل : 05/08/2009
| موضوع: / الرسول واطفالنا 12/19/2011, 02:51 | |
| (1) النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للأبناء وهم في أصلاب آبائهم:
لما رد المشركين من أهل الطائف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم للإسلام وآذوه، وبالحجارة رموه؛ عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين، عندها قال النبي المشفق الرحيم صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً" (رواه البخاري). وقد حقق الله تعالى رجاء النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام أبنائهم . كذلك يرشد النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين لما فيه صلاح الابن مستقبلاً فيقول لهم : "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فولد بينهما ولد، لم يضره الشيطان" [ متفق عليه ]. وفي هذا توجيه إلى أن تكون البداية ربانية لا شيطانية، فإذا ذكر اسم الله تعالى في بداية جماع أسس ما بين الزوجين على التقوى، فلا يضره الشيطان بإذن الله.
ولقد أمرنا المولى جل وعلا باختيار الصالحين والصالحات عند الزواج ليكونوا قادرين على تنشئة وتربية جيل صالح، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فقال: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) [ النور : 32 ]. وقال صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: "تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم" [أخرجه الحاكم في المستدرك ج2 ، كتاب النكاح] (2) ويدعو لهم صلى الله عليه وسلم وهم نطفة في رحم الأم: كان أبو طلحة خارج بيته، وابنه بالبيت مريض, فمات الابن، فلم تخبره زوجته أم سليم بعد عودته، ولم تبد أي مظهر من مظاهر الحزن له، بل كانت متزينة ومجهزة له عشاءه، فتعشى ذكيه، فقام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من زوجته ومنه، فدعا لهما صلى الله عليه وسلم بالبركة في جماعهما وقال: "بارك الله ليلتكما". فولدت بعد غلاماً سماه النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله)، ومن بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له؛ كبر وتزوج ورزقه الله تعالى من الأولين تسعة، كلهم من حفظة القرآن، والقصة بطولها في البخاري. ومن مظاهر عناية الإسلام بالطفل وهو نطفة في رحم أمه؛ ما أمر به الإسلام من النفقة للمرأة المطلقة ثلاثاً إذا كانت حاملاً، وهذه النفقة لأجل جنينها وليس لأجلها حيث قد سقطت نفقتها بطلاقها الثالثة. (فالمرأة التي يطلقها زوجها ثلاثاً تبين منه، وتصبح أجنبية عنه لا تجب لها عليه نفقة ولا سكنى على القول الراجح من أقوال العلماء رحمهم الله، إلا إذا كانت حاملاً فإنها تجب لها النفقة بالإجماع. [ المغني لابن قدامة 8 / 232 . ]. قال تعالى: (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) [ الطلاق : 6] . وإنما وجبت على الزوج النفقة للحامل التي بانت منه من أجل ولده الذي لا سبيل للإنفاق عليه إلا عن طريق الإنفاق على أمه التي يتغذى منها، كما قال ابن قدامة رحمه الله: "ولأن الحمل ولده فيلزمه الإنفاق عليه، ولا يمكنه النفقة عليه إلا بالإنفاق عليها، فوجب كما وجبت أجرة الرضاع.."، هذا في العناية به من حيث النفقة. ومن العناية به: وقايته مما قد يؤثر على صحته، وهو في رحم أمه ولذا أبيح للحامل إذا خافت على جنينها أن تفطر في رمضان، كالمريض والمسافر. وقد أعفاها بعض العلماء من الكفارة دون المرضع، قالوا: "لأن الحمل متصل بالحامل، فالخوف عليه كالخوف على بعض أعضائها". أما المرضع فـ "يمكنها أن تسترضع لولدها" وأدخلوها في قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) [ البقرة : 184]. ومن العناية بالطفل وهو في رحم أمه تأجيل العقوبة التي تستحقها إذا كان ذلك قد يؤثر على الولد، أو تحقق أن العقوبة ستقضي عليه. فقد روى عمران بن حصين صلى الله عليه وسلم أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم، وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله، أصبت حداً، فأقمه علي، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال: "أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني بها" ففعل، فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها.(رواه مسلم) وفي حديث آخر في قصة الغامدية التي اعترفت بالزنا وطلبت منه أن يقيم عليها الحد قال لها: (فاذهبي حتى تلدي) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته، قال: "اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه". فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، قالت: هذا يا رسول الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها.. " )( رواه مسلم ) . (3) ويقرأ صلى الله عليه وسلم أذكاراً لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه: ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتابه الكلم الطيب أن فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا ولادها، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سلمة وزينب بنت جحش أن تأتيا فتقرآ عندها آية الكرسي، و: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [ الأعراف : 54]، و: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون) [ يونس : 3 ] ويعوذاها بالمعوذتين. (4) ويبين صلى الله عليه وسلم منزلته عند الله إذا سقط من بطن أمه قبل تمامه:
وهذا ما يسمى بالسقط، وقد ورد بشأنه أحاديث تسر السامعين، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ".. والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته"، أي صبرت على فقده ( رواه احمد وابن ماجه )
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن السقط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة، فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة(رواه ابن ابي شيبه وابي يعلى). ومعنى يراغم ربه: أي يغاضبه، يعني يأتي السقط وهو غضبان من أجل أبيه وأمه. فانظر رحمك الله إلى اهتمام الإسلام حتى بالسقط. (5) وحين ولادتهم يؤذن في الأذن اليمنى للطفل: عن أبي رافع أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة (2)، قال ابن القيم رحمه الله: وسر التأذين والإقامة: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمة النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي يدخل بها الإسلام. كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه، وتأثره به وإن لم يشعر. ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الأذان، فيسمع شيطانه ما يغيظه في أول لحظات حياته. وهذا يبين اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بعقيدة التوحيد ومطاردة الشيطان في بداية حياة المولود الجديد. كذلك فإن الشيطان يلكز المولود حين يولد كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها"، ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم" (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) [ آل عمران :36]. وعن ابن عباس: ليس من مولود إلا يستهل، واستهلاله: يعصر الشيطان بطنه فيصيح إلا عيسى ابن مريم (1). وعليه فيكون الأذان لكزة مضادة للشيطان الذي يسعى جاهداً لإفساد الذرية وتدمير النشئ. الإسلام يعد الأولاد من البُشريات: والسلف يهنئون بعضهم بعضاً بوصول المولود إن الأولاد نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء، ولما كانت هذه النعمة تسر الوالدين, بشرت الملائكة بهم رسل الله من البشر، قال تعالى: (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) [ هود : 69] إلى أن قال: ( وامرأته قائمة.. فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) [ هود : 71 ]، وغير ذلك كثير من آيات القرآن التي تبشر الآباء من السنن الإلهية، ولهذا ذم الله تعالى من تبرم من الأنثى واستثقلها لأنه تعالى هو الذي وهبها كما وهب الذكر, والحياة لا تستمر إلا بالذكر والأنثى معاً فقال: (ألا ساء ما يحكمون) [ النحل : 59] .
وعن أبي بكر بن المنذر أنه قال: روينا عن الحسن البصري: أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال: يهنيك الفارس، فقال الحسن: ما يدريك أفارس هو أم حمار؟ قال الرجل: فكيف تقول؟ قال: قل: (بورك في الموهوب، وشكرت الواهب، ورزقت بره، وبلغ أشده) (2) .
فالتهنئة والهدايا تدخل السرور على أهل المولود وتشيع جواً من البهجة، والمحبة والألفة، والترابط بين المسلمين.تاغس: ابو رايقه | |
|