عمل المرأة
قبل أن نتحدث عن حكم عمل المرأة في الإسلام .. <لابد أن نتناول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه .. فإن ذهبت تقيمه كسرته .. وإن تركته لم يزل أعوج. فاستوصوا بالنساء خيرا">
بعض النساء يأخذ هذا الحديث على أنه انتقاص من شأن المرأة وإهانة لها، والحقيقة أنه كما فسر حديث: "ناقصات عقل ودين" بما لا يتفق مع واقعه، كذلك فسر هذا الحديث بما لا يتفق مع واقعه. فالضلع مخلوق في صورة مقوسة ليؤدي مهمته في الحياة، لأنه لو استقام لما أدى مهمته في أن يحمي الصدر.
إذن: فهو في خلقته أعوج .. يعني أنه خلق صالحاً لأن يؤدي مهمته في الحياة، وأن يحافظ على الصدر ويحميه من أن يصاب بسوء.
والمرأة مخلوق يملؤه الحنان؛ ليحافظ على أثمن شيء في الوجود وهو الأولاد. فإذا أردت أن تعدله، لا ينفع ويتحطم.
المرأة مهمتها عاطفية، لأنها تعاشر ابنها من ساعة الحمل إلى أن يبلغ مبلغ الرجولة، ولذلك فهي عندما تسير وهي حامل .. تسير بحساب .. وتتحرك بحساب .. تخاف على ابنها، وإذا تعرضت لخطر فقد لا تدفع الأذى عن رأسها أو عينيها، ولكن أول ما تدفع عنه الأذى هو بطنها الذي تحمل فيه طفلها.
وكما بينا فإن قول رسول الله "ناقصات عقل ودين" .. هو إخبار لنا بأن المرأة قد خلقت وطبيعة عقلها تساعدها على تمام أداء مهمتها كزوجة وأم.
الرجل والمرأة متشابهان، ولكنهما مختلفان عند توزيع الطاقات .. الرجل محتاج إلى عقل لا تغلبه العاطفة، والمرأة محتاجة إلى عاطفة لا تُلغي العقل.
ومن تمام كمال خلق المرأة .. أنها خُلقت من ضلع أعوج .. لتحنو على طفلها وتربيه، وعندها الصبر الكبير الذي منحها الله إياه لتقدر على هذه المهمة الشاقة، وهي سعيدة ومسرورة بما تفعله، وهي تحنو على طفلها الأيام الطويلة دون ملل، ودون ضيق وبنفس راضية.
لقد عرفنا أن العوج في الضلع ليس عيباً ولكنها ميزة .. تماماً كالسنارة التي نصطاد بها السمك .. من تمام أداء مهمتها أنها معوجة، ولو أن إنساناً جاء فجعلها مستقيمة، فلن تؤدي مهمتها، ولن تصطاد سمة واحدة.
ذلك توضيح أردت أن أقوله حتى لا يساء فهم هذا الحديث. فالاعوجاج هنا من تمام الخلق، ومن تمام كمال مهمة المرأة في الحياة وليس عيباً فيها.
نأتي بعد ذلك إلى الحديث عن عمل المرأة في الإسلام .. وكما قلنا: لو نظرنا إلى عمل المرأة لأشفقنا عليها .. لأننا سنجد أن عملها أصعب وأشق من عمل الرجل. لأن عمل الرجل محصور في طلب الرزق، ثم راحة بعد ذلك .. أما هي فعملها يبدأ عندما تعود إلى البيت بعد يوم عمل شاق في وظيفتها، لتجد أمامها أطفالها وزوجها وبيتها .. كل منهم يطلب طلباً.
قد يقال: إن المرأة في الريف تعمل في الحقل وفي المنزل ..
نقول: نعم، ولكنها تعمل مع بنات جنسها أو أشقائها أو محارمها .. وكلهم يعمل معها. فإذا كانت يوماً متعبة أعانوها، وإذا كان العمل كثيرا، فهي يمكن أن تعود إلى بيتها متى شاءت، والعمل في البيت في الريف عمل جماعي .. تتعاون فيه المرأة مع جاراتها وصديقاتها كل منهن تساعد الأخرى، ولا يكون العمل شاقاً أو متعباً.
|متى يباح العمل؟||
إن عمل المرأة في الإسلام بينه لنا القرآن الكريم في قصة شعيب وموسى عليهما السلام .. وتعالوا نتأمل القصة ونتدبر فيها .. يقول الحق سبحانه وتعالى:
[{وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ .. "23"} (سورة القصص)]
إن موسى عليه السلام قد خرج من مصر خائفاً .. لأنهم تآمروا على قتله بعد أن ضرب واحداً فقتله خطأ. وفي هذا يروي لنا الحق سبحانه وتعالى:
[{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ "20" فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "21"} (سورة القصص)]
خرج موسى عليه السلام من مصر إلى فلسطين، وبعد أن عبر صحراء سيناء، وصل إلى بئر مدين، وجد جمعاً من الناس يسقون ماشيتهم .. كل يزاحم ليسقي ماشيته أولاً.
لاحظ موسى عليه السلام أنه يقف بعيداً عنهم امرأتان تريدان السقيا ولا تستطيعان .. تمنعان ماشيتهما من أن تذهب إلى البئر لترتوي، ولفت هذا المنظر انتباه موسى .. كيف أن هاتين الفتاتين جاءتا لتسقيا الماشية؟ وكيف أنهما تمنعان ماشيتهما من الذهاب إلى الماء والارتواء؟ وتقدم إليهما ليسألهما. ما هي حكايتهما؟
ويروي لنا القرآن هذه القصة في قوله تعالى:
[{قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ "23"} (سورة القصص)]
عندما سألهما موسى عليه السلام ما هي حكايتكما؟ اتضحت له الضرورة التي دفعت بهما للخروج من البيت، والاختلاط بالرجال عند البئر. فأبوهما شيخ كبير، لا يستطيع أن يسوق الماشية إلى البئر لترتوي، وهما يقومان بهذا العمل .. فكأنهما لا عائل لهما يستطيع أن يتولى السقيا عنهما ولذلك اضطرتا إلى أن تقوما بالسقيا بأنفسهما.
ولكن انظر إلى الضمانات التي يجب أن تتوافر، عندما تضطر المرأة للخروج لعمل ضروري.
أولاً: خرجت الفتاتان معاً ولم تخرج واحدة منهما بمفردها فقط، مع أن أباهما شيخ كبير.
إن المنطق يقضي بأن تخرج واحدة منهما وتبقى الثانية مع أبيها كبير السن لتخدمه وتلبي طلباته في البيت، ولكنهما خرجتا معاً لتراقب كل منهما الأخرى، حتى لا تخرج واحدة بمفردها، وتذهب إلى أي مكان، ثم تعود وتقول كنت أسقي الماشية.
ورغم أن الفتاتين ابنتا نبي الله شعيب .. إلا أن ذلك لم يشفع لهما في الثقة الزائدة التي تفتح الباب لإغواء الشيطان، ولذلك خرجتا معاً كما قلنا لتكون كل منهما في رقابة الأخرى.
والشيء الثاني: أنهما عندما اضطرتا إلى الخروج لعمل لم تزاحما الرجال، بل وقفتا بعيدا تمنعان ماشيتهما من السقيا حتى ينصرف الرعاة، وهذا يعطينا المبدأ الثاني .. وهو أنه إذا اضطرت المرأة للخروج للعمل .. فلا يجب أن تزاحم الرجال، بل تبقى حتى ينصرفوا ولا تكون هناك مزاحمة، وهكذا نعرف أن ضرورة العمل لا يجب أن تجعل المرأة تزاحم وتختلط.
|المجتمع الإسلامي يعاون المرأة||
ماذا حدث بعد ذلك؟ يقول الحق سبحانه وتعالى:
[{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ "24"} (سورة القصص)]
إن موسى عليه السلام عندما وجدهما امرأتين بلا رجل مضطرين للعمل .. قام هو بالمهمة .. فأخذ الماشية وسقاها بدلاً عنهما، وهذه هي مهمة المجتمع الإسلامي. إنه إذا اضطرت المرأة للخروج للعمل .. على الرجل أن يقضي لها مهمتها بسرعة .. فهذه هي المهمة الإيمانية التي قام بها موسى عليه السلام.
وأذكر عندما سافرت إلى السعودية في عام 1950 .. كنت راكباً السيارة .. مع صديقي الشيخ عبد المعطي الكعكي رحمه الله في طريقنا للعمل، وفجأة أوقف السيارة، ونزل منها واتجه إلى باب بيت، وكان أمام الباب لوح من الخشب، وعليه عجين خبز، ومغطى بقطعة من القماش، فحمل اللوح الذي عليه العجين، ووضعه في السيارة، فسألته عما فعل، فقال لي: عندما تجد لوح عجين أمام منزل مغلق .. تعرف أن رب البيت غير موجود .. وأنه لا يوجد في البيت إلا النساء .. فأي سائر في الطريق يأخذ لوح العجين إلى المخبز، ثم يعود به إلى مكانه بعد أن يتم خبزه.
هذه هي مهمة المجتمع الإيماني .. معاونة المرأة التي لا عائل لها في أداء ضرورياتها .. دون أن يجبرها على أن تخرج وتختلط بالرجال. وقوله تعالى:
[{إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ "24"} (سورة القصص)]
يبين لنا أن موسى عليه السلام رغم أنه كان محتاجاً إلى المال، ولم يكن معه شيء، إلا أنه سقى للفتاتين مجاناً دون أن يتقاضى أجراً عن ذلك.
إذن: فعمل المرأة عند الضرورة له شروط .. فالضرورة التي اقتضت خروجهما أن أباهما شيخ كبير، والعمل على قدر الضرورة، فلم يزاحما الرجال .. بل انتظرتا حتى يسقي الرعاة وينصرفوا.
إن المهمة الإيمانية للمجتمع .. هي مساعدة المرأة بدون أجر ومجاناً .. على أن تقضي عملها وتنصرف، ولذلك فإن موسى عليه السلام سقى لهما كما قلت بدون أجر رغم أنه كان محتاجاً للمال.
وفي هذا قدوة لمن أراد الأسوة الحسنة بنبل القيم الفاضلة النابعة من المجتمعات الإسلامية الراقية.
|سمات الزوج الصالح||
ماذا حدث بعد ذلك؟ عادت الفتاتان إلى الأب الشيخ ولم تكتما عنه قصة ما حدث .. بل أخبرتاه بالقصة، ولو أنهما عشقتا الخروج ومغادرة البيت، لأخفيتا عنه هذه القصة لتخرجا كل يوم لسقاية الماشية، ولكن لأنهما فعلتا ذلك وهما كارهتان .. أخبرتا والدهما بما حدث، فماذا كان المقابل؟
يقول الحق تبارك وتعالى:
[{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا .. "25"} (سورة القصص)]
ولأن موسى عليه السلام سقى للفتاتين ولم يأخذ منهما أجراً .. ولم يكلمهما .. هذا السلوك جعل نبي الله "شعيب" يحس أن موسى عليه السلام فيه إيمان وأمانة .. لهذا أرسل واحدة فقط من بنتيه لكي تستدعي هذا الرجل الأمين لكي يعطيه أجره.
ولو أن موسى عليه السلام نظر إليهما أو حدثهما أو حاول أن يبدأ كلاماً معهما، أو قال أريد أجري، لبعث شعيب بالفتاتين معاً، ولكن أمانة موسى جعلت هناك ثقة فيه وإحساساً بأنه إنسان مؤمن ومؤتمن وأمين، وجاءت الفتاة بعد أن دعا موسى ربه:
[{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ "24"} (سورة القصص)]
فاستجاب الله لدعائه وجاءه من سيدفع له أجر السقاية .. وعندما ذهب موسى إلى بيت شعيب عليهما السلام جلس معه شعيب بنفسه ليختبره ويختبر إيمانه وأمانته.
وسأله: ما هي قصتك؟
وهنا يروي لنا القرآن الكريم:
[{فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "25"} (سورة القصص)]
أي أن شعيباً بعد أن استمع إلى قصة موسى واختبر صدقه وأمانته .. طمأنه وهدأ من روعه، وهنا جاءت الفرصة للفتاتين. مما يدل على أنهما كانتا تخرجان وهما كارهتان، وكان موسى عليه السلام هو الفرصة لكي تتخلصا من العمل ومن الخروج.
إن موسى رجل قوي وأمين، وأنه يمكن أن يقوم عنهما بمهمة العمل مقابل أجر دون أن تخافا عدم أمانته، أو عدم قدرته على العمل .. فاقترحت إحدى الفتاتين على أبيها، أن يستأجره ليقوم بالسقاية.
مصداقاً لقوله تبارك وتعالى:
[{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ "26"} (سورة القصص)]
وهكذا في البداية .. جذب موسى انتباه الفتاتين ووالدهما بأدبه وأمانته، وأنه سقى لهما بلا أجر، وأنه عندما جاء موسى واختبره الأب بنفسه ووثق منه، وجدت الفتاتان الفرصة في ألا تخرجا للسقاية .. وتستأجر موسى لذلك.
ولكن كيف عرفت ابنة شعيب أن موسى قوي وأمين؟ عرفت أنه قوي، لأنه زاحم الرعاة ورفع حجراً ضخماً كان موضوعاً فوق البئر، وعرفت أمانته، لأنه لم ينظر إلى أي منهما، ولم تلحظ أي منهما عليه أي مسلك .. يمكن أن يشينه.
|مهر التراضي||
نبي الله شعيب .. أخذ المسألة بمنطق إيماني، وقال لنفسه: كيف استأجر رجلاً يعيش مع ابنتي في نفس البيت؟ إن المسألة ستكون في غاية الخطورة. فكان الحل لهذا كله .. هو أن يعرض على موسى أن يتزوج إحدى الفتاتين، وبذلك تكون الأخرى محرمة عليه، ويستطيع موسى أن يعيش في البيت حياة طبيعية، وقال له كما يروي لنا القرآن الكريم:
[{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ .. "27"} (سورة القصص)]
أي أن شعيباً عرض عليه الزواج، من واحدة من بنتيه، ولكنه موسى لم يكن يملك مالاً، وفطن شعيب إلى ذلك .. فحدد المهر بالعمل فترة من الوقت، وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى:
[{عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ .. "27"} (سورة القصص)]
وهذا يدلنا على أن مبدأ الأخذ والرد، والمفاصلة في المهر كان موجوداً.
هذه هي قصة موسى وابنتي شعيب التي أعطتنا حدود عمل المرأة. فعمل المرأة لا يكون إلا للضرورة إنه لا عائل لها، والضرورة على قدرها .. فلا مزاحمة مع الرجال.
ومهمة المجتمع الإيماني هو مساعدة المرأة على قضاء حاجتها الضرورية مجاناً .. وهدف المرأة هو أنها تبحث عن وسيلة لتريحها من العمل والخروج.
وعمل المرأة يوجد في البيت فراغاً كبيراً .. وإذا كانوا يقولون إن المرأة هي نصف المجتمع فكيف لا تعمل؟ نقول: إن عمل المرأة قد أفسد المجتمع كله وليس نصفه. فالطفل محتاج إلى أمه احتياجاً كبيراً .. فعندما يولد هو محتاج إلى لبن الأم.
إن العالم كله الآن يصرخ بالعودة إلى الرضاعة الطبيعية بعد أن عرفوا معنى أن يرضع الابن من ثدي أمه .. إن هذا أمر هام جداً بالنسبة للتكوين النفسي للطفل، وأن تفرغ الأم لطفلها، ويجعل الطفل يحس بالأمن والأمان طوال حياته، وقد يستطيع الأب أن يأتي لطفله بعشرين خادمة، ولكنه لن يستطيع أن يأتي له بقلب أم واحدة ترضعه حنان الأمومة .. ذلك أن الابن .. وهو يرضع لبن الأم يصبح جزءا منها.
لذلك حرم الله سبحانه وتعالى زواج الإخوة في الرضاعة، لأن تكوينهم أصبح واحداً .. اللبن الذي تكونت منه أجهزة وخلايا الطفل .. هو الذي تكونت منه أجهزة وخلايا إخوته في الرضاعة، ولكننا الآن فقدنا هذا كله.